تَعاظم دور شركات التكنولوجيا في السنوات الأخيرة وصار يحسب لها ألف حساب، ثم أتت الجائحة التي عاشت فيها حقبتها الذهبية وتضخمت كذلك قيمتها السوقية ودخل العديد منها في نادي التريليون دولار، حتى أن أبل ومايكروسوفت تخطتا رقم الـتريليوني دولار.
وفي هذا المقال، نُلقي الضوء على كُبرى هذه الشركات وبداياتها وكيف وصلت إلى هذه المرحلة وأصبحت تهز الأسواق كما حصل في الفترة الأخيرة، ونبدأ مع الفيسبوك، التي رغم أنها ليست الشركة الأكبر، ولكن تأثيرها القوي مع 2.9 مليار مشترك شهريًا، وطبعًا الرقم يُعطي صورة واضحة على التأثير الذي يحظى به تطبيق فيسبوك وتأكد ذلك بعد العطل الأخير الذي ضرب أيضًا جميع منصات “مارك زوكربيرغ” (فيسبوك، واتس اب، انستغرام).
وفي مختصر سريع على بدايات فيسبوك التي تعود إلى عام 2004م، والذي تأسس على يد “زوكربيرغ” وثلاثة من زملائه وأول دعم أتى من “بيتر ثيل” أحد مؤسسي باي بال وكان بحوالي نصف مليون دولار ونال مقابل ذلك حصة في الشركة.
وفي عام 2005م رفض “زوكربيرغ” عرضًا من موقع ياهو ببيع فيسبوك مقابل مليار دولار، وفي المقابل استحوذ فيسبوك على انستغرام بمليار دولار في عام 2012م، وبعدها بسنتين (في عام 2014م) كان هناك استحواذ ضخم هذه المرة على واتس اب مقابل 19 مليار دولار، وفي 2007م مايكروسوفت تشتري %1.6 من الأسهم وتدفع 240 مليون دولار.
واليوم فيسبوك لديها 60 مليار دولار سيولة نقدية والقيمة السوقية كانت فوق التريليون دولار قبل أن تهبط دونها مع تصحيح الأسواق، ولكن الحدث الأبرز في مسيرة الشركة كانت فضيحة كامبريدج أناليتيكا في عام 2018م بعد جمعها بيانات شخصية حولَ ملايين الأشخاص على فيسبوك من دون موافقتهم واستخدمت لأغراض الدعاية السياسية. وأخيرًا للتذكير أن “زوكربيرغ” يملك %13 من الشركة.
وننتقل الآن إلى أمازون، ففي البداية كان الاسم المعتمد هو كادبارا (cadabra) نسبة لأبرا كادبارا (abracadabra)، وكان جيف بيزوس قد أخترع أمازون في عام 1994م، والتمويل كان ربع مليون دولار من والديه، وراودته الفكرة أثناء عمله السابق في صندوق تحوط في عام 1994م، حيث أطلع على دراسة تفيد بأن استعمال الإنترنت يرتفع سنويًا بنسبة %2300 من هنا قرر البحث في الأمر ودخول هذا العالم من خلال بيع الكتب، والاكتتاب حصل في عام 1997 بـ 18 دولار ثم تم تجزئة السهم 3 مرات آخرها في عام 1999م قبل انفجار فقاعة الإنترنت.
ويملك بيزوس %11 من الشركة وطليقته ماكينزي كانت تعمل معه في صندوق تحوط وعند تأسيس أمازون كانت هي تقوم بالأعمال الأولى مثل توصيل الكتب إلى محطة البريد وتولت أعمال المحاسبة.
ومن أمازون ننتقل إلى أبل، وهناك بعض الحقائق عن أبل، وهي التي تربح أكثر من 100 ألف دولار في الدقيقة الواحدة، حيث ربحت 57 مليار دولار في عام 2020م ما يعني أنها تربح أكثر من مليار دولار في الأسبوع.
وفي عام 2019م ولأول مرة في التاريخ تخطت قيمتها السوقية قيمة مؤشر الطاقة الأمريكي (S&P) وهو أمر لم تحققه أي شركة تقنية من قبل، وقد تأسست أبل في عام 1976م وأدرجت بعد 4 سنوات ولديها 147 ألف موظف وأوجدت 5 ملايين وظيفة في الصين، ولديها 225 مليار دولار سيولة نقدية وأكبر المستثمرين فيها وارن بافيت وشركة فانغارد، وحصة بافيت فيها قيمتها أكثر من 100 مليار دولار، ويجدر بالذكر أن مايكروسوفت أنقذت أبل في 1997م باستثمارها وقتها بأسهم ممتازة بـ 150 مليون دولار وباعتها في عام 2003م، والآن اشتراكات أبل ومتجر التطبيقات 360 مليون زبون ويلعب دورًا كبيرًا في إيرادات الشركة واليوم ايفون وحده يبيع 40 مليار دولار ويعتبر اللاعب رقم واحد في الشركة.
وفي عام 2011م كان عدد الأسهم 929 مليون سهم اليوم الرقم هو عند 17 مليار بعد تجزئة السهم أما بالنسبة لعدد الموظفين ارتفع الرقم من 60 ألف موظف في عام 2011م إلى 147 ألف حاليًا، أما بالنسبة لأداء سهم أبل فقفز 10مرات في 10 سنوات منذ استلام تيم كوك من المؤسس في عام 2011م والشركة أنفقت 450 مليار دولار إعادة شراء السهم وتوزيعات.
والآن نصل إلى شركة الفابيت، التي تأسست في عام 2015م وتضم غوغل اندرويد GMAIL ويوتيوب، وغوغل مسؤول عن تريليون عملية بحث سنويًا والتأسيس كان في عام 1998م وقت فقاعة الإنترنت بعدما تلقى المؤسسان بايج وبرين 100 ألف دولار شيك من آندي بيكتولشايم واستطاع غوغل وقتها منافسة محرك التافيستا الذي كان لاعبًا كبيرًا في هذا المجال.
وفي عام 2004م كان الاكتتاب، وفي عام 2006م تم شراء يوتيوب بـ 1,65مليار، وعام 2008م تم إطلاق اندرويد، وأبرز شخصية حاليًا في الشركة هو ساندر بيتشاي رئيس غوغل والفابيت وكانت طفولته جدًا متواضعة حيث لم تمتلك أسرته في الهند تلفزيون أو سيارة ولا هاتف أرضي قبل عمر 12 وفي مقابلة العمل مع غوغل قبل 17 سنة سبب تعيينه كان عدم إجابته على السؤال التالي: ما هو رأيك بـ Gmail فأجاب: لا يمكنني إعطاء رأيي في منتجٍ لم أستعمله قط، بعد المقابلة عين نائب رئيس إدارة المنتج.
وفي النهاية نعرج على مايكروسوفت، التي طالما كان بيل غيتس متألقًا في الدراسة وسجل رقم خرافي في اختبار SAT بمعدل 1590 درجة من أصل 1600 ممكنة ودخل جامعة هارفارد.. هناك أقنعه بول آلن أن يأخذ فترة استراحة من الجامعة وبعدها ولدت مايكروسوفت.
ومنذ تعيين ساتيا نارايان ناديلا في عام 2014م كرئيس تنفيذي، صعد السهم من 40 إلى 300 دولار بدأ مع شركة صن وامضى 22 عامًا مع مايكروسوفت قبل أن يصبح رئيسها، واستحوذ على لينكد ان بـ 26 مليار دولار وقاد ثورة تكنولوجيا الحوسبة السحابية.