معارض

غرفة الشرقية: “وظائف 2022م” استقطب الآلاف من طالبي العمل

رعاه أمير الشرقية وقدَّم 5000 وظيفة في 120 شركة

أمير المنطقة: طرح القطاع الخاص فرص عمل لشباب وشابات الوطن هو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كافة الكيانات والشركات

الرزيزاء: أهداف المعرض تتوافق ورؤية 2030م بزيادة نسب توطين الوظائف في القطاع الخاص بتوفير قوى عاملة تتمتع بمستوى متميّز من المهارة والإنتاجية

في نسختها الثامنة من معرض وظائف غرفة الشرقية، الذي افتتحه صاحب السموّ الملكي، الأميـر سعود بن نايف بن عبدالعزيز أميـر المنطقة الشرقية، 27 أكتوبر الماضي، واستمر لمدة 4 أيام، استقطبت الغرفة الآلاف من طالبي العمل إلى 5000 وظيفة في 120 شركة.

 

مسؤولية كبيرة على الشركات

وكان سمو أمير المنطقة قد أكد خلال افتتاحه للمعرض، وسط مشاركة واسعة من الجهات الحكومية وقطاع الأعمال في المنطقة والشركات والمؤسسات المتخصصة في تقديم خدمات التوظيف والتدريب والتأهيل، بأن طرح القطاع الخاص فرص عمل لشباب وشابات الوطن وسد احتياج هذه الشركات بموظفين مؤهلين وقادرين على التميز وتحقيق التطلعات والمساهمة في بناء الوطن هو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كافة الكيانات والشركات.

وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حريصة كل الحرص على رفع نسب فرص العمل المتاحة لأبناء وبنات الوطن، والتكامل بين الجهات التعليمية والتدريبية لجعل مخرجات التعليم والتدريب متوافقة مع متطلبات سوق العمل، مع التركيز على المجالات الواعدة والتوجهات الجديدة في السوق، قائلاً بأن “هذا ما نراه واقعًا اليوم ولله الحمد، فالمخرجات أصبحت اليوم أكثر مناسبة لاحتياجات سوق العمل، وشباب وشابات الوطن اثبتوا جدارتهم وتميزهم في الكثير من المجالات، ونتطلع أن نرى فرص عمل أكبر لهم وفي مجالات مختلفة ليتمكن أبناؤنا وبناتنا من المساهمة في تحقيق تطلعات القيادة (حفظها الله) وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م).

الخيار الأفضل في التوظيف

وكرَّم سموه الجهات الداعمة والشركات والمؤسسات الراعية للمعرض، وتسلم سموه هدية تذكارية من غرفة الشرقية قدّمها رئيس غرفة الشرقية بدر بن سليمان الرزيزاء، الذي ثمن رعاية سمو أمير المنطقة للمعرض، وأكد بأن رعايته مثلَّت الداعم الكبير للمعرض ولكافة برنامج وأنشطة وفعاليات الغرفة، وقال إن أكثر من 5000 وظيفة تطرحها قرابة 120 شركة في تخصصات متنوعة موجهة للشباب والشابات من أبناء المنطقة بالإضافة الى فئة ذوي الإعاقة، لافتًا إلى أن هذه النسخة من المعرض تأتي في وقت واصلت فيه الكفاءات الوطنية من الجنسين تسجيل النجاحات في ميدان العمل، وذلك نتيجة الدعم الكبير الموجه لها من القيادة الرشيدة، والثقة التي تجسدت في جملة من المبادرات التي ساهمت في زيادة مشاركتها في التنمية الوطنية.

وقال الرزيزاء، إن أهداف المعرض تتوافق ورؤية المملكة 2030م، بزيادة نسب توطين الوظائف في منشآت القطاع الخاص، وذلك من خلال توفير قوى عاملة تتمتع بمستوى متميّز من المهارة والإنتاجية، تستطيع أن تواكب حالة النمو والازدهار المستمر للاقتصاد الوطني والتوسع الكبير في حجم الأعمال وتنوعها الذي يزداد يومًا بعد الآخر، وتستهدف الغرفة بأن يكون هذا المعرض هو الخيار الأفضل في التوظيف للمنشآت وطالبي العمل في المنطقة الشرقية.

 

شركاء استراتيجييون

وقد حظي المعرض بمشاركة أبرز الجهات الداعمة متمثلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وصندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” ومبادرة سابك لتمكين رؤية 2030م وكذلك “نيوم”، التي شاركت في المعرض كشريك استراتيجي واستقبلت راغبي العمل من الكفاءات المهنية للمشاركة في مشروعاتها العملاقة، مثل، “ذا لاين”،و “أوكساچون”، و”تروجينا”، وذلك في العديد من المجالات بخاصة التقنية والتكنولوجية منها، وشركة أرامكو السعودية التي شاركت بأكثر من منصة عرض، وتقدّم عددًا من الوظائف في مختلف أنشطتها، وشركات أُخرى عدة متخصصة في قطاعات النفط والغاز والمقاولات والصناعة والمبيعات، قدمت حزمة من الوظائف المتنوعة في مجالات تتعلق بالهندسة البيئية والزراعية وهندسة النفايات واستكشاف وتقييم المياه الجوفية، فضلاً عن عدد من الوظائف الإدارية المتنوعة من أعمال السكرتارية والعلاقات العامة، وكذلك شركات عالمية رائدة في صناعة المقاولات وتخدم مجموعة واسعة من القطاعات الإنشائية والنفطية والغاز والطاقة، ممن شاركت لأول مرة في المعرض وترغب في استقطاب الكوادر السعودية من المهندسين ومتخصصي المشتريات وإدارة المرافق.

فرصة لاستقطاب العمالة الكفؤة

وثمة العديد من الشركات الأُخرى التي تنظر إلى المعرض باعتباره فرصة لاستقطاب الموارد البشرية السعودية الكفؤة، وهو ما يستدعيها للمشاركة أكثر من مرة في المعرض، وبمقابلة مسؤولي التوظيف في عدد من هذه الشركات، أكدوا بأهمية المعرض بالنسبة لهم في استقطاب الكفاءات السعودية في مختلف القطاعات التي يعملون بها، لافتين إلى أن المعرض يمثل فرصة بالنسبة لشركاتهم لاستقطاب كفاءات سعودية تدعم أعمالهم، وإنه على مدار المشاركات السابقة استطاعت شركاتهم أن تستقطب الكثير من الكفاءات، التي تمارس أعمالها اليوم وتحقق النجاحات وأصبحت عنصرا مؤثرا وشريكا فاعلا في مسيرة شركاتهم للنمو والتطوير.

 

قناة مهمة لطالبي العمل

واستهدف المعرض، الباحثين عن عمل من الشباب والشابات في التعرّف على الوظائف الشاغرة في الشركات الرائدة بسوق العمل السعودي، فضلاً عن مساعدتهم في تطوير مهاراتهم المعرفية بحسب احتياجات الشركات، والتعرف كذلك على الدورات التدريبية وبرامج التطوير المهني التي تتيحها الجهات الحكومية والأهلية المشاركة والتي من شأنها تشجيعهم على الانخراط الإيجابي في سوق العمل.

فيشكّل المعرض قناة مهمة لطالبي العمل ويفتح المجال أمام الكفاءات التي تبحث عن فرص وظيفية تبرز من خلالها طاقتها وتحقق تطلعاتها وتدعم الخيارات التنموية؛ إذ وفّر المعرض لنحو 120 شركة وجهة حكومية وأهلية معنية بتنمية وتطوير الموارد البشرية، إمكانيّة التواصُل المباشر مع خِيرة الكوادر من أبناء المنطقة الشرقية المؤهلة في كافة المجالات والقطاعات واستقطاب ما يتناسب منهم بحسب احتياجات العمل لديهم، ويُحقق الالتقاء المباشر مع الكفاءات والتعرّف على مهاراتهم وخبراتهم.

 

التسجيل الإلكتروني

واستحدثت غرفة الشرقية من خلال هذه النسخة للمعرض، طريقة جديدة للتسهيل على طالبي العمل ومقابلة مسؤولي التوظيف بالشركات وجهًا لوجه، وذلك بأن أتاحت للباحثين عن عمل من خلال المعرض خدمة التسجيل الإلكتروني الذي يمكّنهم من الدخول مباشرة إلى المعرض وبدون الحاجة للتسجيل الحضوري؛ إذ يمكن للمستفيدين التسجيل إلكترونيًا في المعرض من خلال أيقونة التسجيل الموجودة بالموقع الإلكتروني الخاص بالمعرض، وتحميل الأوراق المطلوبة، وبذلك ليس على راغبي العمل إحضار السيرة الذاتية أو صور منها لتقديمها إلى الشركات العارضة، حيث أن جميع معلومات طالب أو طالبة العمل المتاحة في سيرتهم الذاتية ستكون على الموقع وبإمكان الشركات الاطلاع عليها مباشرة.

الزخم التوظيفي

وتوافد الشباب على مدار أربعة أيام متتالية، من الدمام والقطيف والخُبر والإحساء، وغيرهم من محافظات المنطقة الشرقية، من طالبي العمل باختلاف تخصصاتهم التعليمية والمهنية، على المعرض الذي شهد حالة من الزخم التوظيفي؛ إذ يضم العشرات من المؤسسات الوطنية والشركات ذات التخصصات المتنوعة، من البيع بالتجزئة والنقل والخدمات اللوجستية والصناعة والزراعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والإعلام والمقاولات والإدارة والأعمال المحاسبية، وغيرها الكثير من التخصصات المهنية، فثمة تنوع كبير أشبه بمواقع التوظيف الإلكترونية التي يتوافر فيها كافة التخصصات، إلا أنه يختلف عنها بالإجراء المباشر للمقابلات الوظيفية.

 

ماراثون التوظيف

وأعرب الكثير من طالبي العمل أو الزوار للمعرض عن تقديرهم بما شهده المعرض من ترتيب وتنسيق، منحه ميزة إضافية عن بقية المعارض في سهولة الدخول مباشرة إلى المعرض وبدون الحاجة للتسجيل الحضوري، وأيضًا سهولة التجوال والوصول للشركات والمنشآت التجارية الوطنية العارضة للوظائف، علاوة على المساعدة الدائمة فور طلبها التي يُقدّمها المشرفون والمتطوعون لخدمة الزوار وسهولة وصول المعلومة المرغوب معرفتها بشكل مباشر.

وباستطلاع آراء عينة عشوائية من طالبي الوظائف على اختلاف تخصصاتهم التعليمية والمهنية ممن توافدوا على المعرض في يومه الأول، أكدوا بأن المعرض أشبه بـ”ماراثون للتوظيف”، فيقول أحد خريجي كلية العمارة والتخطيط، قسم علوم وتقنية البناء بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، إنه تخرّج حديثًا وكان في انتظار معرض التوظيف للبحث من خلاله على الشركة المناسبة التي يمكن الالتحاق بها وبدء مشواره الوظيفي، مشيرًا إلى أنه أجرى أكثر من مقابلة مع مسؤولي التوظيف في الشركات بالمعرض، وإنه يفاضل بين العروض المقدمة له.

اكتساب خبرات أُخرى

ويرى أحد خريجي كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات، من الجامعة نفسها، أنه لم يلجأ خلال هذا المعرض إلى طباعة السيرة الذاتية لأكثر من نسخة كما في السابق؛ إذ كان التسجيل إلكترونيًا من خلال الموقع الإلكتروني للمعرض، قائلاً: “قمت بتحميل سيرتي الذاتية إلكترونيًا  وكتابة كافة المتطلبات”، وبذلك لم أحضر السيرة الذاتية وأطبعها إلى نسخ للتقدم بها إلى الشركات الموجودة، فجميع معلوماتي في السيرة الذاتية كانت على الموقع الإلكتروني، وخلال مقابلاتي مع نحو ثلاث شركات كان مسؤول التوظيف يطلع على سيرتي الذاتية مباشرة من أمامه.

فيما أشاد أحد خريجي كلية الجبيل الصناعية بالتنظيم الذي يتميز به المعرض وحجم التنوع في الشركات والوظائف المعروضة، ما وفر أمامه العديد من فرص التوظيف للاختيار بين الشركات، قائلاً: إنه كان يعمل في السابق في أحد الشركات الصناعية وإنه يود اكتساب خبرات أُخرى في مجال تخصصه بالانتقال إلى شركة جديدة يستطيع من خلالها تطوير خبراته المهنية واكتساب مهارات جديدة في مجال تخصصه، وذلك هو سبب مجيئه إلى المعرض.

وظائف لذوي الإعاقة

وتضمن المعرض قرابة الـ 20 شركة وفرت مئات الوظائف ما بين الهندسية والإدارية والطبية والفنية وغيرهم من الوظائف لفئات ذوي الإعاقة، التي تتناسب وإمكاناتهم ومقدراتهم لإعادة استثمار قدراتهم وتمكينهم، ليكون لهم دور فاعل ومؤثر في منظومة الاقتصاد الوطني وما يشهده من نمو مطرد وتطور في مختلف القطاعات ويحتاج إلى كافة الأيدي الوطنية العاملة للمشاركة في مسيرته التنموية والنهضوية التي يعيشها اليوم في ظل رؤية2030م.

وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة غرفة الشرقية بإقامة معارض توظيف، قد بدأت منذ عام 2013م لتصل اليوم الى النسخة الثامنة منه، حيث يمكن من خلاله أصحاب العمل ومسؤولي الموارد البشرية والتوظيف الالتقاء والتواصل المباشر مع عدد كبير من خريجي كافة التخصصات التعليمية وعرض الشواغر الوظيفية المتوفرة واستقطاب أفضل المتقدمين للعمل لديهم، ما يعزّز من مكانة الثروة البشرية الوطني كعنصر فاعل وعمود أساس من أعمدة بناء اقتصاد وطني متكامل.