نافذة

التوعية بالتخويف

تواجه غالبية الجهات المرتبطة بالتوعية، بعدم التأثير والتفاعل المطلوب من المتلقي مع رسائلها التوعوية إلا إذا كانت محل اهتمامه اللحظي فقط. لذا فالتوعية لدينا في جوانب سلوكية خطيرة تفتقد بعض رسائلها لمنهج التخويف، ولا ننسى حملة «مرض الإيدز» التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية وأدخلت الرعب الكبير في كل سكان الأرض منتصف الثمانينيات.

ومن الأصوب تحديد وتصميم الرسالة التوعوية لتتلاءم مع تباين مستوى الخطورة لبعض السلوكيات ولبعض السلع الذي تحيط بالمتلقي من كل جانب، فالسلع والمنتجات المقلدة والمغشوشة تتباين في درجة خطورتها على المستهلك بمستويين:

الأول:  سلع ومنتجات تُعدُّ مصدراً للخطورة المباشرة على المستهلك وتهدد حياته وسلامته، كـ «الأفياش والتوصيلات الكهربائية، وفرامل السيارات، ومستحضرات التجميل … إلخ».

الثاني: سلع ومنتجات تُعدُّ مصدراً للهدر المالي على المستهلك والاقتصاد الوطني عموماً، ولا تسبب خطراً حقيقياً ومباشراً على المستهلك كـ «الأجهزة الكهربائية، والساعات، والحقائب النسائية، والمجوهرات … إلخ». ويتوجب هنا تحديد نوع الأسلوب التوعوي الموجه للمستهلك لتحقيق نتائج مؤثرة ومضمونة.

أساليب التوعية:

  • التحذير والتخويف:
    ويتم العمل بهذا الأسلوب ضد المخاطر الحقيقية للسلع المقلدة والمغشوشة على المستهلك مثل «قطع غيار السيارات، والتوصيلات الكهربائية، والأفياش … إلخ»، وأسلوب التوعية تجاه هذه النوعية من السلع يجب أن يكون تخويفياً، وأن تكون الرسالة التوعوية الموجهة للمتلقي مرعبة بل وصارمة، مستخدمة الصورة المؤثرة، كما في رسائل «الأمراض المزمنة، والتدخين، وحوادث السيارات … إلخ».
  • النصح والإرشاد:
    وهي توعية المستهلك أو المتلقي من خلال إرشاده إلى اتباع الطرق الصحيحة «كيف يختار ويشتري ويستخدم السلعة بشكل صحيح، ومدى جودتها». وهنا يجب أن تكون الرسالة التوعوية شاملة للرسوم والأشكال والصور الإيضاحية.
  • التثقيف:
    وهي الثقافة السلوكية للمستهلك سواء في شرائه أو استخدامه للسلع، والثقافة القانونية في معرفة حقوقه والجهات ذات الاختصاص في حل قضاياه. والثقافة الصحية حيث أخطار الإفراط في استهلاك الأغذية المؤثرة بالصحة والسلامة.
  • اختصار وتبسيط المعلومة:
    يجب أن تكون المعلومة مبسطة وبدون تعقيد علمي واصطلاحي، وأن تكون في متناول عقول وإدراك الجميع.

وخلال متابعتي لنشاط توعية المستهلك أو المتلقي في المملكة لم أجد مثلاً جميلاً يمكن أن أضعه هنا، سوى الأسلوب التوعوي الذي تنتهجه هيئة المواصفات والمقاييس والجودة كجهة حكومية والتي باتت أنموذجاً يُحتذى في إعداد الرسالة المبسطة والمؤثرة، كما لا أنسى من القطاع الخاص شركة الفنار التي غلب دورها التوعوي على دورها التسويقي من خلال منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.